فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الأربعاء، استشهاد رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران في غارة إسرائيلية.
ونعت الفصائل الفلسطينية هنية، وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان لها، إن عملية الاغتيال الآثمة التي نفذها العدو المجرم بحق رمز من رموز المقاومة لن تثني شعبنا عن استمرار المواجهة لوضع حد للإجرام الصهيوني الذي تجاوز كل الحدود.
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن هنية مضى القائد على درب الشهداء في معركة الدفاع عن الوجود الفلسطيني في مواجهة الإبادة الصهيونية.
وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اغتيال رئيس حركة حماس القائد الكبير إسماعيل هنية، واعتبره عملا جبانا وتطورا خطيرا، ودعا سيادته جماهير شعبنا وقواه إلى الوحدة والصبر والصمود، في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت حركة المبادرة الوطنية في بيان، إن الشعب الفلسطيني خسر اليوم قائدا مجاهدا باسلا تميز دوما بوطنيته ونزاهته واستقامته وبحرصه الصادق على الوحدة الوطنية وحماية مصالح الشعب الفلسطيني.
وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية المحتلة، الإضراب الشامل والخروج في مسيرات غضب وعلى مناطق التماس مؤكدة أن اغتيال القائد الوطني الكبير إسماعيل هنية يأتي في إطار إرهاب الدولة الصهيوني وحرب الإبادة والتدمير والقتل في ظل عجز المجتمع الدولي لوقف الحرب ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.
من هو إسماعيل هنية
إسماعيل عبد السلام أحمد هنية، ولد في مخيم الشاطئ للاجئين عام 1963، وهو المخيم الذي لجأت له عائلته من مدينة عسقلان المحتلة في النكبة، وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قبل أن يحصل على شهادة الثانوية العامة من معهد الأزهر، والتحق لاحقا للدراسة في الجامعة الإسلامية في غزة، التي تخرج منها عام 1987 في تخصص الأدب العربي، ثم حصل على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإسلامية عام 2009.
عمل الشهيد هنية في مجلس طلبة الجامعة الإسلامية في غزة بين عامي 1983 و1984، ثم تولى في السنة التالية منصب رئيس مجلس الطلبة، وبعد تخرجه عمل معيداً في الجامعة، ثم تولى الشؤون الإدارية بعد ذلك.
اعتقل الاحتلال الإسرائيلي هنية للمرة الأولى عام 1987 بُعيد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، ولبث في السجن 18 يوما، ثم اعتقل للمرة الثانية عام 1988 لمدة ستة أشهر، واعتقل للمرة الثالثة عام 1989 بتهمة الانتماء إلى حركة حماس، حيث أمضى ثلاث سنوات معتقلا، ثم نفي بعدها إلى مرج الزهور على الحدود اللبنانية الفلسطينية مع ثلة من قادة حماس، حيث قضى عاماً كاملاً في الإبعاد عام 1992، وبعد قضاء عام في المنفى عاد إلى غزة، وتم تعيينه عميداً في الجامعة الإسلامية بغزة.
وفي عام 1997عُيِّن رئيساً لمكتب الشيخ أحمد ياسين مؤسس وقائد حركة حماس، وفي ديسمبر 2005 ترأس قائمة التغيير والإصلاح التي فازت بالأغلبية في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية عام 2006.
في 16 فبراير 2006 رشحته حماس لتولي منصب رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية وتم تعيينه في العشرين من ذلك الشهر، وفي 30 حزيران 2006 هددت حكومة الاحتلال الإسرائيلية باغتياله ما لم يفرج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط.
نادى هنية بالمصالحة الفلسطينية وأعلن قبوله مرات عدة التنازل عن رئاسة الحكومة في إطار المصالحة الشاملة، وتنازل عنها فعليا في 2 يونيو/ حزيران 2014 لرامي الحمد الله، وقال هنية عند تسليمه الحكومة: إنني أسلم اليوم الحكومة طواعية وحرصا على نجاح الوحدة الوطنية والمقاومة بكل أشكالها في المرحلة القادمة.
وتعرض اسماعيل هنية لمحاولة اغتيال سابقة وفاشلة من قبل قوات الاحتلال، عام 2003، بعد عملية استشهادية للحركة، حيث قام الطيران الحربي الإسرائيلي باستهداف قيادة الحركة وأصيب حينها الشهيد هنية في يده، إثر الغارة التي استهدفت الشيخ إسماعيل هنية.
وفي 2014؛ قصفت طائرات الاحتلال الحربية منزله في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة بعدة صواريخ أدت إلى تدميره كليا.
وخلال الحرب الأخيرة على غزة "طوفان الأقصى" استهدفت قوات الاحتلال عائلته مما أدى إلى ارتقاء عدد منهم شهداء.
وأدرجت وزارة الخارجية الأميركية في 2018 اسم هنية على "قوائم الإرهاب"، بالتزامن مع قرار الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، وهو القرار الذي أصدره الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب.